هل أنا الشخص الظالم أم المظلوم؟

ليست كل أرزاقنا بالسعي تُنال، بل أن الله يوزع رزقك من الحب بما هو مناسب لك، فلا تكوني عصية و مُلحة أن تأخذيه من جانب واحد فقط

أمنية الهوارى

4/29/20241 دقيقة قراءة

سألتني : هل تعتقدين أني الشخص الأسوأ في العلاقة ؟

هل أنا الشخص الظالم أم المظلوم ؟

سألتني: هل أعاني من ضيق الأفق أو محدودية التفكير؟

هو يأتي و يرحل و في كل مرة يترك لي عشرات الأسئلة المفتوحة دون إجابة!!!

قالت: حين يدللني أكون ، و حين يصارخني أود أن لا أكون أود لو لم تأتي بي أمي لهذه الدنيا !!!

قالت باكية : حين يدللني تتأجج أنوثتي ، تعلوا ثقتي ، أشعر بأني الأهم في حياته، أتذوق الحب الذي تسولته منذ اليوم الأول في زواجي لكنه لا يدوم، والله أن ذوبان السكر ف كوب الشاي أبطأ من تلاشي هذا الدلال، أفيق دائماً على صراخه و عصبيته و صوت يصم أذني أفقد معه الزمان و المكان، يتوقف قلبي دون رأفة إنعاش صناعي.

أصاب بالخرس وكأني ذاك الرضيع الذي لا يفقه شيء عن الحروف و الكلمات.

سألتني : أنت ساكتة ليه ، هو سكوتك دا معناه إني سيئة ؟

هل أنا فعلاً وحشة للدرجة دي؟

قلت : يا عزيزتي ما صمتي إلا براح لحديثك ، مساحتك الآمنة ، سأجيب حين ينضب كلامك

قالت باكية : أو يجف حلقي أو دمي

سؤال تاني هل فعلاً هو اللي بيعاني معايا، هو أنا غبية؟

لماذا كل هذا الملل الذي أراه على وجهه ، عارفة نفسي تشوفيه و هو بيُفرك في البيت عاوز ينزل يغادر لشغل ، لأصحاب أو لحيث يجد المتعة !!!!

أتعتقدي أني أنا من دفعت به للزواج التاني؟

جاوبيني أنا مين في كل دول ؟

قلت مبتسمة : أنت حبيبتي...

قالت ياااا نفسي مرة اسمعها بهذا الدفء منه

أجبتها : و هي دي مشكلتك يا عزيزتي

- مش فاهمة ؟

الانتظار ... وضعتي نفسك على مقعد الانتظار طويلاً

قالت : طب ما هو طبيعي انتظر المشاعر من زوجي

قلت : المشاعر مش بيقطعوا لها تذاكر علشان تنتظريها

المشاعر أن حضرت كانت الدافع و المحرك للفعل و للكلام و التعبير، و لا ننتظر المشاعر عشرين عاماً من نفس الشخص!!!

قالت : طب كان المفروض أعمل إيه؟

- أن تكملي الزواج دون أن تنتظري المشاعر دون أن تتسوليها، تكملي دورك كزوجة و أم و ست البيت لكنك لست الحبيبة و لا الصديقة كان عليك الرضا بالمتاح خاصة و أنه مناسب لاستمرار الزواج، اعتقد أنك انتظرتي هذه الأدوار أكثر من اللازم و هي ليست الأدوار الأساسية ، مهمة و حلو جداً إن وجدت لكن إن حولت الزواج لمحطة انتظار فلابد من التخلي عنها لكي لا تتحول لوحش ينهش جسد الزواج الأساسي. انتظارك خلق لديك التعلق .

قالت : يعني إيه مش فاهمة يعني أنا اللي غلطانه أهو يعني أنا اللي وحشة و ظالمة ؟؟!!

- هفهمك هو عطشك كي تنتظريه أكثر ، حرمك كي تبذلي جهد أكبر، تجبر كي تضعفي، فتكون السيطرة عليكي أسهل كنت المربية و المعلمة لأبنائه و الممرضة و الابنة البارة لوالديه، في حين كان هو يصنع مسافة بينك و بينه يُبرر فيها لنفسه أنك لستِ الحبيبة.

فالسؤال لو كنتِ قصرتي في أحد هذه الأدوار هل كان سيرحمك أم أيضاً سيراكي مقصرة؟!؟!؟

فاخرجي برا المشهد و العلاقة للحظات و اسألي نفسك

كم دور لعبه في حياتك؟

أنت هنا الآن تتشكي دوره الأساسي كزوج ، في مجتمع شرقي و تقاليد إسلاميه تفرض عليكِ أن يكون هو الحبيب و الزوج و العاشق الولهان فهل أشبع أي دور منهم؟

هل كان محفز للتغيير ، للتطوير؟

هل كان داعم لأي فكرة أردتي أن تنفذيها كمشروع أو غيره، هل حظيتي بموافقتة أو تشجيعه

أجابت : لا ، بل كان القوى الهادمة لكل أفكاري و طاقاتي .

- اسمعي حياتك الحالية ليست بهذا السوء بل جيدة فقط تخلي عن الانتظار و توقفي عن هذه الأسئلة الهدامة ، حولي اهتمامك لأشياء أخرى و اعلمي أن الحب و المشاعر كلها رزق.

(إني رزقت حبها) هكذا أجاب سيدنا محمد حين سألوه عن زوجته خديجة رضي الله عنها. و ليست كل أرزاقنا بالسعي تُنال، بل أن الله يوزع رزقك من الحب بما هو مناسب لك، فلا تكوني عصية و مُلحة أن تأخذيه من جانب واحد فقط، الموضوع كله أنك تدربتي خلال الرحلة على أن الحب سيكون من هذا الباب و لربما أصابك مكروه إن زاد الحب من هذا الباب.

و فيما يخص أسئلتك من الأفضل و الأوحش و الظالم و المظلوم

فلن تكون إجابتي بأنك الأفضل و الاحلى و أنك المظلومة و هو الظالم في هذه العلاقة و لكن مرحباً بالسوء الذي يدفعني للأفضل مرحباً بالسوء الذي يجعلني أزكي نفسي و أحاسبها ، مرحباً بالسوء الذي يجعلني أبصر ما بنفسي فأزكيها فهذا السوء الذي يدفع للفلاح ،

مرحباً به مفيد في الدنيا و مرضي جداً في الآخرة.

و شكراً لربنا أن لدي امتيازات جعلتني أْعمر هذه الحياة و أنجز هذه الأدوار، مرحباً بتطوير هذه الامتيازات و مرحباً بنضجها ومرحباً بكل من ساعدني أن أتحسن أو اطور و سلاماً لكل من هدم و حطم.

يعني إيه سلام يعني اسيبه و امشي ؟

أجبتها : يعني أدعو له بالسلام أن يجده داخله و خارجه، صراعاته الداخلية تحتاج أن تهدأ لذلك أدعي له بالسلام من الله السلام.