مؤنسة للحرم

وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا

أمنية الهوارى

11/9/20231 دقيقة قراءة

مؤنسة للحرم بقلبها الذي يهفو إليه طيلة العام ، تطوف و تلبي بقلبها الذي يدعو الله في كل وقت و حين بأن تؤدي فريضة الحج حدثتني كثيراً عن اشتياقها للحج حد البكاء

حين تراسلني ( أقول لك خبر حلو ؟ ) أعلم أنها ستعتمر ، و حين تحزن و تبكي و تقول لي ( وعدني بالحج هذا العام أيضاً لكنه سافر دون أن يأخذني)

أرسلت لي هذا العام، سامحيني و لا تغضبي مني لكني احتاج أن أسألك (تفتكري ربنا زعلان مني في حاجة علشان لم يكتب لي الحج هذا العام أيضاً)

أجبتها... رغم أنه ركن من أركان الإسلام إلا إنه مشروط بالاستطاعة (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) الله يعلم أننا لن نستطيع كلنا أن نُقدم على الحج ، لكننا نعبد إلهاً عفو كريم ، فجعل صوم عرفة غافراً لذنوب من لم يستطيع للحج سبيلا.

غفر له عامُ مضى و عام جديد، يُعاملنا بإحسانه ، بكرمه و يدفعنا جميعاً أن نتوحد في عبادته في يوم واحد، أي أنه لم يغفل و لم يصد عن من لم يستطيع إليه سبيلا، بل قدم له دعوة أخرى بتسهيل أخف لينضم لصفوف العبادة و التوحيد. هذا هو الله

سيدتي ، رسولك الكريم لم يحج إلا حجة واحدة و هو الرسول عليه افضل الصلاة و السلام.

لبعضنا منهاج لعبادة الله طول السنة قد يكون لله كافياً أن يأجره عليه بل و يضاعفه و بعضنا يدفع به الله لمشقة الحج و تعبه لأنه يحتاج لهذه المشقة،

و لا أقول كل من يحج كذلك لكن لله شؤونه الخاصة في إجابة طلباتنا و تسيير أمورنا و تزكية نفوسنا فهو خير من زكاها و ما أنا إلا مجتهدة في فهم سؤالك و اجابته.

سيدنا إبراهيم دعا ربه بأن تهفوا قلوب المؤمنين لبيته الحرام و أنت واحدة ممن تحققت فيهم دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام ، أمدركة أن تكوني إجابة دعوة سيدنا إبراهيم!!!!

أنا أعلم كم يهفو قلبك لزيارة بيته الحرام ، لكن الموعد مؤخر لأن الله يُقدم و يؤخر لخير لا نعلمه.

و لربما في كل مرة وعدتي بالحج ثم خذلتي لربما كتبها لك الكريم لأنه يعلم ما في الصدور و يرى قلبك و هو يهفو للقائه، ألا ندعي الله بأن نكون عبيد احسان قد يعطيكي الأجر الكبير العظيم بفعل هين بسيط.

هذا هو الله الذي بسط و يسر دينه السمح ،

أركان الإسلام خمس ... الشهادتين و الصلاة أساسيان لا غنى عنهم ، الصوم من السنة للسنة و يُخفف عن المريض و من له عذر شرعي و الزكاة إن وجد المال و وصل حد النصاب ، و أخيراً الحج لمن استطاع إليه سبيلا ، ألا تري أنه رب رحيم رؤوف خفف الحمل و راعى فروقنا الفردية و ظروفنا في تكليفه الأساسي لنا ، فهل هذا الرب يغضب من أمته التي يهفو قلبها لبيته الحرام.

أنا أؤمن بأنه يُحب أن يرى قلبك يهفو إليه و يريده كذلك فيؤخر حجك كي يظل قلبك يناديه فتظلي عابدة مميزة يهفو قلبها للبيت الحرام فهي عبادة لا يلتفت لها الكثير و لتظلي داعية تنتظري الإجابة، يُعلقك بعبادته أكثر و أكثر و لا يريدك أن تنصرفي، يشغل قلبك به بدل من أن يٌشغل بغيره يملأ قلبك به سبحانه فما أدراك بماذا سيُشغل قلبك إن لبيتي الحج و إطمنيتي أنك أسقطتي الفريضة!؟!؟

هذا اجتهادي و إعمال عقلي قدر ما رزقتني يالله من فتح و علم لتدبر سؤال اختي في الله.

فاللهم تقبل.