وبشر الصابرين
إن قمة الإيمان بالغيب و قمة اليقين في الله هما السبب الوحيد الذي يجعلك كإنسان تصبر على كل أحوال الدنيا
أمنية الهوارى
11/9/20231 دقيقة قراءة
و بشر الصابرين
ماذا يحتاج الإنسان لكي يصبر ؟
كثيراً ما سألت نفسي ماذا نحتاج كبشر لكي نصبر ؟ هل نحتاج لقدرة خاصة ؟ هل نحتاج لمعلومات ؟
هل نحتاج لممارسات روحانية كي نتحمل مشقة الصبر ؟ هل الرضا مدخلنا للصبر ام الصبر هو بوابة الرضا ؟
من أمثال العرب( الصبر مفتاح الفرج ) و الله عز وجل قال ( و بشر الصابرين )
و هذه الآية استوقفتني كثيراً و خاصة كلمة "بشر" من البشرى، و البشرى أبداً لا تكون بالشيء السيء فالبشارة دائماً تحمل مشاعر الفرح ، الاطمئنان، الفوز ...
و آية أخرى استرشد بها في تأملي..
(وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)سورة الكهف )
إذاً هي المعلومات الإخبارية التي تكشف للإنسان أسباب القدر او البلاء، و هنا تدبرت أحوال البشر مع أنواع الصبر المختلفة (مرض،ضيق حال، خسارة ، نقص....إلخ من البلاءات المختلفة و تتبعت الصبر في مواقف الناس المتنوعة في الحياة و مع أنماط مختلفة من البشر و ربطت كل هذا بتلك الآية، و قدر اجتهادي هذا ما توصلت له...
إن قمة الإيمان بالغيب و قمة اليقين في الله هما السبب الوحيد الذي يجعلك كإنسان تصبر على كل أحوال الدنيا فالصبر إذاً اختبار اليقين في الله و التسليم المطلق لمشيئته و قضاؤه و إيمانك بأنه العليم بخفايا الأمور و الأحوال و أنه لا يُصرف أمورك إلا للخير حتى و إن كانت الأسباب تْظهر لك العكس،
فالعقل البشري دائماََ يبحث عن المنطق و لا يستريح إلا بنتائج المنطق فهل ستطغى الفطرة عل العقل لتقودك لليقين أم ستتمكن من إحكام سيطرتك على عقلك و منطقياته بإرادتك و مشيئتك فتُحقق الثقة في الله بأنه العليم و القدير و الحكيم و أن لا شيء يحدث في ملكوته دون تدبيره و مشيئته.
هذا الإيمان الغيبي الذي لا ترى و لا تسمع و لا تعلم عنه شيئاً أيها الإنسان هو ما يجعلك قادراً على الصبر و صامداً بعبادته و مستبشراً بوعده في قوله و بشر الصابرين في إشارة جازمة و حاسمة لنوعية الجزاء.