اختبار الأبناء

أنت تري الأمر بقلب الأم و يراه الله بعين الإله الخالق الواسع العليم الحكيم صاحب الأمر و السبب و النتيجة

أمنية الهوارى

7/11/20241 دقيقة قراءة

اختبار الأبناء

(يا نوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ ) أرسلت تسألني : معلشي سؤال تجاوبيني عليه لو سمحتي، لماذا يدفع الأبناء أحياناً ثمن أخطاء الأباء ؟

يبقى الإبن منحرف و لا عاق فالناس تقول( عمل أبوهم الأسود قعد في عياله)

ليه ربنا بيخلص من عياله أصلاً ذنبهم إيه؟

أجبتها : طيب هذا كلام الناس ، اسمحي لي استعرض معاكي كلام الله عن الأبناء في كتابه الحكيم؟

في نهايات سورة التغابن، وصف الله الأبناء بالعداوة و الفتنة و في سورة الكهف وصفهم بأنهم زينة الحياة الدنيا، و وصف حال أبوهم أنه كان صالحاً فحافظ الله على كنزه لأبنائه.

إسحاق ثم داوود ثم يعقوب كانوا صالحين فماذا عن نسلهم الآن؟!؟

يا عزيزتي أحنا بس محتاجين نذكر بعض أن الدنيا دار اختبار ، و كل ما نملك و كل ما نمر به و كل كبيرة و كل تفصيلة صغيرة ما هي إلا اختبارات نمر بها و نصنع بها رحلة سعينا، كل النعم اختبار ، الصحة اختبار ، كل البلاءات اختبار، العلم اختبار ، و المال اختبار ، و عبادة الله اختبار ، و تعظيم قدر الله بالالتزام بتعاليمه و الامتناع عن نواهيه هو الاختبار الأكبر .

الله عليم بطبيعة ما خلق الانسان عليه يحب المال حباً جماً و يتخذ لله أنداد في الحب ، بلغة عصرنا الإنسان شديد التعلق بالأشياء و البشر ، الله يعلم هوى نفسه و شيطانه و نفسه الأمارة بالسوء، الله خلق كل هذا كي نُختبر في الإبن و الأم و الزوج و المال و هكذا فهل سنتقي الله و نحسن العمل ، هل سيكون الله اختيارنا الأول في كل اختباراتنا كما قال لسيدنا نوح قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ

فماذا فعل سيدنا نوح ترك ابنه أم ترك الرسالة ؟!،

و سيدنا نوح كان صالح و نبي لكنه أيضاً مُختبر في ابنه.

في سورة فاطر قال الله ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰ )

و في سورة الزلزلة قال ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)

وفي سورة عبس قال الله تعالى (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ )

هذا كلام الله إن كل منا سيقف وحده ليُحاسب وحده بين يدي الله فلا منطق إطلاقاً في أن يأخذ الله بالأبناء و يجعلهم غير صالحين بسبب أفعال آبائهم

هذه الأفكار من نزغ الشيطان للتشكيك في عدل الله و أنه حق ،

الغرض من البلاء في الأبناء أنه اختبار للآباء و للأبن أيضاً و في سيناريو آخر عظة وعبرة للأخرين

إن أمور و أحوال الدنيا كلها اختبارات و تقلب من حال لحال كي نختبر في التسليم و الرضا و العبادة و كي لا نتعلق بغير الله.

الله يستخدمنا إما لصالح البشر أو لاختبار البشر

فلازم هيكون في ناس هما اختبارنا في الأرض، و الاختبارات مستويات فاختبارك في صديقة غير اختبارك في إبنك غير اختبارك في زوجك ، مستويات مختلفة من الحب و التعلق و الأمان و كلما أدركت اختبارك و استطعتي اجتيازه كلما ترقيتي منزلة عند الله ، و هذا ما يعلمه الشيطان جيداً و يريد إفساده علينا فينشر مثل هذه الأفكار السيئة عن عدل الله و حسابه.

و السؤال هل عندك علم أن كان هذا الإبن أو البنت غذي من مال حرام أو حلال ؟

* حضرتك تقصدي إيه ؟

أقصد أن سوء الأولاد و انحرافهم وارد جدًا يكون بسبب عدم طيب المنبت و عدم اتقاء الله في الأمانات مثلاً. فأحنا لا نعلم كيف تسير أمور البيوت فما بالك بصاحب المُلك هل نعلم كيف يدير الأمور؟!

نحن نجتهد للتعرف على حكم الله و نتدبر أحوال البشر و الحياة و أياته قدر استطاعتنا و لحد معين لأن مهما بلغنا من الحكمة و العلم فسيظل عقلنا الذي خلقه الله محدود لا يتجاوز الخالق.

ناهيكي عن سوء التربية و عدم الاهتمام بالأخلاق و الدين فأسباب فساد الأبناء كثيرة ، فحاشاه أن يظلم و وهو العدل.

و خلي بالك إن ذرية سيدنا نوح كانوا بداية الأجيال فمن غير المعقول أن يكون نسله كله حميد و حسن و إلا فكيف و بمن سنختبر يا عزيزتي.

أنت تري الأمر بقلب الأم و يراه الله بعين الإله الخالق الواسع العليم الحكيم صاحب الأمر و السبب و النتيجة.